حديت شريف
صفحة 1 من اصل 1
حديت شريف
...عن
أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: { من نفّس عن
مؤمن كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسّر
على معسر يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في
الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك
طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلي الجنه، وما اجتمع قوم في
بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم؛ إلا نزلت عليهم
السكينه، وغشيتهم الرحمه، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده، ومن
أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه }.
[رواه مسلم:2699] بهذا اللفظ.
فوائد
الحديث
1-الترغيب في تنفيس الكرب عن المؤمنين لقوله : { من نفس
عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة }
2-
الإشارة الى يوم القيامة وأنها ذات كرب وقد بين ذلك الله تعالى في قوله:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ
شَيْءٌ عظيم * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا
أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ
سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ
[الحج:2،1
3-تسمية ذلك اليوم بيوم القيامة ؛ لأنه يقوم فيه الناس من
قبورهم لرب العالمينو يقام فيه العدل و يقوم الأشهاد
4- الترغيب في
التيسير على المعسرين لقوله : { من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا
والآخره } والتيسير على المعسر يكون بحسب عسرته؛ فالمدين مثلا الذي ليس
عنده مالا يوفي به يكون التيسيرعليه إما بإنظاره ، و إما بإبرائه و إبراؤه
أفضل من إنظاره ، و التيسير على من أصيب بنكبة أن يعان في هذه النكبة و
يساعد و تهون عليه المصيبة و يعود بالأجر و الثوابوغير ذلك ، المهم أن
التيسير يكون بحسب العسرة التي أصابت الإنسان
5-الترغيب في
سترالمسلم لقوله : { من ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة } والمراد
بالستر: هو إخفاء العيب، ولكن الستر لا يكون محمودا إلا إذا كان فيه مصلحة
ولم يتضمن مفسده، فمثلا المجرم إذا أجرم لا نستر عليه إذا كان معروفا بالشر
والفساد، ولكن الرجل الذي يكون مستقيما في ظاهره ثم فعل ما لا يحل فهنا قد
يكون الستر مطلوبا؛ فالستر ينظر فيه إلى المصلحة، فالإنسان المعروف بالشر
والفساد لا ينبغي ستره، والإنسان المستقيم في ظاهره ولكن جرى منه ما جرى
هذا هو الذي يسن ستره
6- الحث على عون العبد المسلم وأن الله تعالى
يعين المعين حسب إعانته لأخيه لقوله : { والله في عون العبد ما كان العبد
في عون أخيه } وهذه الكلمة يرويها بعض الناس: ما دام العبد ولكن الصواب ما
كان العبد في عون أخيه كما قال
7- الحث على طلب العلم لقوله : { من
سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة } وقد سبق في
الشرح معنى الطريق وأنه قسمان حسي ومعنوي.
8- فضيلة اجتماع الناس
على قراءة القران لقوله: { وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب
الله }.
9- أن حصول هذا الثواب لا يكون إلا إذا اجتمعوا في بيت الله
أي: في مسجد من المساجد لينالوا بذلك شرف المكان لأن أفضل البقاع مساجدها.
10-
بيان حصول هذا الأجر العظيم تنزل عليهم السكينة وهي الطمأنينة القلبية
وتغشاهم الرحمة أي: تغطيهم وتحفهم الملائكة أي: تحيط بهم من كل جانب
ويذكرهم الله فيمن عنده من الملائكة لأنهم يذكرون الله تعالى عن ملأ، وقد
قال الله تعالى في الحديث القدسي: { من ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم
}
11- أن النسب لا ينفع إذا لم يكن العمل الصالح لقوله: { من بطأ
به عمله لم يسرع به نسبه
12- أنه ينبغي للإنسان أن لا يغتر بنفسه
وأن يهتم بعمله الصالح حتى ينال به الدرجات العلى
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى