جيل " الفايس بوك " و أحزابنا السياسية..هل هي علاقة تواصل أم قطيعة ؟ا
صفحة 1 من اصل 1
جيل " الفايس بوك " و أحزابنا السياسية..هل هي علاقة تواصل أم قطيعة ؟ا
لعل
اللازمة ، التي لطالما صاحبت معزوفة ، الحديث عن علاقة الشباب العربي كما
المغربي بالسياسة ، لدرجة الرتابة والملل ، هي أن شابات وشباب اليوم ، هم
أقرب إلى الكسل والخمول منهم إلى العمل الجاد والمسؤول.
و
أن جيل اليوم ، إن لم يكن أغلبه ،فإن معظمه لا يعول عليه في القضايا
الكبرى والمصيرية ، لأنه بكل بساطة ، شباب تافه ، لا يهتم بمستقبله ولا بأي
شيء ذي بال ، فقط ، هي الموسيقى و الرقص والطرب والتسكع في الطرقات و في
أحسن الحالات " الشات " في المنتديات والمواقع الإجتماعية ، على النت .
وهي
النظرة ، التي وجدت مسوغها ، في بدايات تعاطي جيل " الفايس " ، بفن الراب
والهيب هوب والبريك دانس في المغرب ، وكذا في نسبة تعاطي معظمهم إن لم أقل
أغلبهم ، لعالم الأنترنيت و " البلاي شتايشن " وغيرها من الهويات
والاهتمامات التي تبدو لجيل " الأمس " أنها تافهة ولا تستحق كل هذا
الإهتمام والجهد والوقت .
وهي وجهة نظر، وإن كانت ظالمة في حق جيل اليوم ، فهي بالنسبة للجيل الأمس ، أنها الأقرب إلى الواقع والصواب .
الواقع ، الذي يهرب منه ، جيل اليوم إلى العالم الافتراضي والصواب الذي لا يعرف طريقه إلى أسلوب تفكيرهم .
لكن ، ما حدث في كثير من البلاد العربية ، كان كافيا بتغيير النظرة إلى الشباب ، الذي استطاع تكسير جدار الخوف وساهم في التغيير ..
فالشباب
الذي كان ينظر إليه تافها ، سطحيا ، بلا أهداف وبلا مواقف و بلا مرجعية
..أصبح اليوم، يقول كلمته في التاريخ ..و في سياق الأحداث .
و
هي نظرة ، ما كان لها أن تتغير ، لولا الحراك الذي عرفه العالم العربي ،
في الشهور القليلة الماضية ، والذي قاده الشباب و أظهر بالملموس ، أن جيل
اليوم هو في قلب الحدث وليس خارجه ، و أن النظرة إلى الشباب باعتبارهم ،
كسالى ولا يحبون العمل الجاد بقدر مليهم إلى قضاء الساعات الطوال في
الشوارع و أمام الحواسيب وفي أحسن الحالات الاهتمام بالغرائب والعجائب في
عالم الموسيقى والفن واللباس ، هي وجهة نظر خاطئة ، من أساسها ، ليس لأنها
لم تتحاور مع الشباب ولم تنفتح على عوالمه اللامحدودة ، بل لأن انغلاق جيل
الأمس ، عن نبض الشارع وعن اهتمامات شباب " الفايس " ، كان كافيا ، بخلق
الشرخ العميق بين الجيلين .
وهذا
ما حدث ، على مستوى النقابات ،الأحزاب وغيرها المؤسسات والهيئات التي
إنغلقت على نفسها دون الشباب ، فكان نصيبها منهم الهجر و العزوف .
وما
عزوف الشباب المغربي عن الأحزاب السياسية ، على سبيل المثال لا الحصر ،
إلا ترجمة حرفية ، على أن عدم إنفتاح زعمائها ، على قضاياهم ومشاغلهم
اليومية ، في البحث عن الكرامة ، الخبز والحق في التعبير والتفكير وغيرها
من المطالب التي عرفت طريقها إلى اللافتات والشعارات التي حملتها حركة 20
فيراير ، ما هي إلا غيض من فيض ، وراء هرولتهم ، تباعا ، خلف الأحزاب
الإلكترونية.
الأحزاب
، التي لا تعترف إلا بالكفاءات ولا مجال فيها للمحسوبية والزبونية و
الشللية في العلاقات وقضاء المصالح الإدارية ، بل بحقوق الناس كل الناس في "
الحياة ، التعليم ، الصحة ، الشغل ، السكن " و بآداء الواجب في " آداء
الضرائب ، احترام القانون ، ترشيد نفقات المال العام إلخ .
وهذا
لعمري ، هو السبب الحقيقي ، وراء عزوف شابات وشباب اليوم ، عن الأحزاب
السياسية ، ليس لأن قيادتها غير شابة ، أو أن لغتها خشبية و رتيبة أو حتى
أن أبوابها مغلقة في وجه الكفاءات و الطاقات الشابة العارية ، إلا من
دبلوماتها و حنكتها ، و أنها لا تلتفت إليهم إلا مع حلول كل موسم إنتخابي و
أنها ..وأنها ، بل لأنها فقدت " البوصلة " في تعاملها مع الشباب وفي أنها
لم تجد بعد " الرقم السري" أو بتعبير أكثر راهنية " الباص وورد " للحوار مع
جيل جديد باهتمامات جديدة ولا علاقة لها ، البتة ، بالزمن الماضي البعيد .
فهل
، ستستدرك الأحزاب السياسية ، ما تبقى من الوقت ، لتكون في قلب الحدث وفي
مستوى المسؤولية ، الملقاة عليها ، خاصة وأننا مقلبون على استحقاقات
انتخابية أم أنها ستترك المجال ، لأكبر حزب في المغرب ، ليكون البديل ، في
زمن " إم إس إن " و " الفايس بوك " و " التويتر " و " اليوتوب " ، لأن الحل
، برأي الكثير من المتتبعين ، هو مواكبة التغيير والإنخراط فيه وليس صد
الباب أمام الشباب وحركتهم .
هو الإنصات إليهم و إلى مشاكلهم وليس التعامل معهم باستعلاء ومن فوق .
هو الاقتراب منهم ومن حاجياتهم وليس الالتجاء إليهم مع حلول كل حملة انتخابية.
هو التأطير و التوجيه و التحسيس وليس هو إقفال الباب دونهم .
هو أن تكون الإحزاب السياسية هي مرآة لكل الناس و أن كل الناس هم الوجه الأخر لدرجة الوعي السياسي لدى مناضليها .
فهل ، ستكون أحزابنا السياسية في الموعد ؟ا تلك هي الإشكالية .
اللازمة ، التي لطالما صاحبت معزوفة ، الحديث عن علاقة الشباب العربي كما
المغربي بالسياسة ، لدرجة الرتابة والملل ، هي أن شابات وشباب اليوم ، هم
أقرب إلى الكسل والخمول منهم إلى العمل الجاد والمسؤول.
و
أن جيل اليوم ، إن لم يكن أغلبه ،فإن معظمه لا يعول عليه في القضايا
الكبرى والمصيرية ، لأنه بكل بساطة ، شباب تافه ، لا يهتم بمستقبله ولا بأي
شيء ذي بال ، فقط ، هي الموسيقى و الرقص والطرب والتسكع في الطرقات و في
أحسن الحالات " الشات " في المنتديات والمواقع الإجتماعية ، على النت .
وهي
النظرة ، التي وجدت مسوغها ، في بدايات تعاطي جيل " الفايس " ، بفن الراب
والهيب هوب والبريك دانس في المغرب ، وكذا في نسبة تعاطي معظمهم إن لم أقل
أغلبهم ، لعالم الأنترنيت و " البلاي شتايشن " وغيرها من الهويات
والاهتمامات التي تبدو لجيل " الأمس " أنها تافهة ولا تستحق كل هذا
الإهتمام والجهد والوقت .
وهي وجهة نظر، وإن كانت ظالمة في حق جيل اليوم ، فهي بالنسبة للجيل الأمس ، أنها الأقرب إلى الواقع والصواب .
الواقع ، الذي يهرب منه ، جيل اليوم إلى العالم الافتراضي والصواب الذي لا يعرف طريقه إلى أسلوب تفكيرهم .
لكن ، ما حدث في كثير من البلاد العربية ، كان كافيا بتغيير النظرة إلى الشباب ، الذي استطاع تكسير جدار الخوف وساهم في التغيير ..
فالشباب
الذي كان ينظر إليه تافها ، سطحيا ، بلا أهداف وبلا مواقف و بلا مرجعية
..أصبح اليوم، يقول كلمته في التاريخ ..و في سياق الأحداث .
و
هي نظرة ، ما كان لها أن تتغير ، لولا الحراك الذي عرفه العالم العربي ،
في الشهور القليلة الماضية ، والذي قاده الشباب و أظهر بالملموس ، أن جيل
اليوم هو في قلب الحدث وليس خارجه ، و أن النظرة إلى الشباب باعتبارهم ،
كسالى ولا يحبون العمل الجاد بقدر مليهم إلى قضاء الساعات الطوال في
الشوارع و أمام الحواسيب وفي أحسن الحالات الاهتمام بالغرائب والعجائب في
عالم الموسيقى والفن واللباس ، هي وجهة نظر خاطئة ، من أساسها ، ليس لأنها
لم تتحاور مع الشباب ولم تنفتح على عوالمه اللامحدودة ، بل لأن انغلاق جيل
الأمس ، عن نبض الشارع وعن اهتمامات شباب " الفايس " ، كان كافيا ، بخلق
الشرخ العميق بين الجيلين .
وهذا
ما حدث ، على مستوى النقابات ،الأحزاب وغيرها المؤسسات والهيئات التي
إنغلقت على نفسها دون الشباب ، فكان نصيبها منهم الهجر و العزوف .
وما
عزوف الشباب المغربي عن الأحزاب السياسية ، على سبيل المثال لا الحصر ،
إلا ترجمة حرفية ، على أن عدم إنفتاح زعمائها ، على قضاياهم ومشاغلهم
اليومية ، في البحث عن الكرامة ، الخبز والحق في التعبير والتفكير وغيرها
من المطالب التي عرفت طريقها إلى اللافتات والشعارات التي حملتها حركة 20
فيراير ، ما هي إلا غيض من فيض ، وراء هرولتهم ، تباعا ، خلف الأحزاب
الإلكترونية.
الأحزاب
، التي لا تعترف إلا بالكفاءات ولا مجال فيها للمحسوبية والزبونية و
الشللية في العلاقات وقضاء المصالح الإدارية ، بل بحقوق الناس كل الناس في "
الحياة ، التعليم ، الصحة ، الشغل ، السكن " و بآداء الواجب في " آداء
الضرائب ، احترام القانون ، ترشيد نفقات المال العام إلخ .
وهذا
لعمري ، هو السبب الحقيقي ، وراء عزوف شابات وشباب اليوم ، عن الأحزاب
السياسية ، ليس لأن قيادتها غير شابة ، أو أن لغتها خشبية و رتيبة أو حتى
أن أبوابها مغلقة في وجه الكفاءات و الطاقات الشابة العارية ، إلا من
دبلوماتها و حنكتها ، و أنها لا تلتفت إليهم إلا مع حلول كل موسم إنتخابي و
أنها ..وأنها ، بل لأنها فقدت " البوصلة " في تعاملها مع الشباب وفي أنها
لم تجد بعد " الرقم السري" أو بتعبير أكثر راهنية " الباص وورد " للحوار مع
جيل جديد باهتمامات جديدة ولا علاقة لها ، البتة ، بالزمن الماضي البعيد .
فهل
، ستستدرك الأحزاب السياسية ، ما تبقى من الوقت ، لتكون في قلب الحدث وفي
مستوى المسؤولية ، الملقاة عليها ، خاصة وأننا مقلبون على استحقاقات
انتخابية أم أنها ستترك المجال ، لأكبر حزب في المغرب ، ليكون البديل ، في
زمن " إم إس إن " و " الفايس بوك " و " التويتر " و " اليوتوب " ، لأن الحل
، برأي الكثير من المتتبعين ، هو مواكبة التغيير والإنخراط فيه وليس صد
الباب أمام الشباب وحركتهم .
هو الإنصات إليهم و إلى مشاكلهم وليس التعامل معهم باستعلاء ومن فوق .
هو الاقتراب منهم ومن حاجياتهم وليس الالتجاء إليهم مع حلول كل حملة انتخابية.
هو التأطير و التوجيه و التحسيس وليس هو إقفال الباب دونهم .
هو أن تكون الإحزاب السياسية هي مرآة لكل الناس و أن كل الناس هم الوجه الأخر لدرجة الوعي السياسي لدى مناضليها .
فهل ، ستكون أحزابنا السياسية في الموعد ؟ا تلك هي الإشكالية .
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى