في بيتنا آثار.ديكورات تزيد من «قيمة البيوت المادية وتعطي للديكور نكهة تاريخية
صفحة 1 من اصل 1
في بيتنا آثار.ديكورات تزيد من «قيمة البيوت المادية وتعطي للديكور نكهة تاريخية
في
بيتنا آثار.ديكورات تزيد من «قيمة البيوت المادية وتعطي للديكور نكهة
تاريخية»
[size=21]
تكثر التحف
الأثرية المتحفية في المنازل، فوجودها يشكل مصدر فخر لأصحابها، وبصمة
تاريخية يضيفها مهندسو الديكور على تصاميمهم.
ويعتبر مقتنوها أن هذه القطعة تتنفس التاريخ وتخبر عنه وهي
محمّلة بالمشاعر.
لكن هل يجوز استعمال تلك القطع في البيوت، وهي قد نهبت من
المواقع الأثرية؟
حين تدخل بيوت عدد كبير من
الأثرياء تطالعك تحف أثرية متحفية معلقة على الجدران أو معروضة في
المكتبات. أجرار موضوعة على قواعد، منحوتات تزين الواجهات، فسيفساءات كبيرة
من بضعة أمتار مربعة معلقة على الحائط فوق مقعد...
تستعمل التحف
لتزيد من «قيمة البيوت المادية ولتعطي للديكور نكهة تاريخية» هكذا يتحدث
مهندسو الديكور عن استخدامهم للقطع الأثرية في تصاميمهم.
ويقول جان كلود ملحمي «كل قطعة أثرية تحمل قصة وتاريخاً
طويلاً. تاريخ مخبّأ في الغبار الذي يغطيها، في الكسور والتآكل التي لا
يولدها إلا الزمن. لذا فعرضها في المنازل يضيف هالة من القدم ويعطي للشكل
الهندسي الذي اخترناه الكثير من المشاعر. فالتحف القديمة محملة بالتاريخ
والقصص وقد صنعها فنان ما في فترة تاريخية قديمة. فالمنحوتات مثلاً صُقلت
حجارتها بشغف».
ويؤكد المهندس إيلي غرزوزي «أن
جمال القطعة في بعض الأحيان يفرض الشكل الهندسي المتبع. فبدل أن تكون هي
الإضافة على الديكور تصبح هي أداة الوحي، ويُحاك الديكور حولها. فيندهش
الزائر حينما يدخل الغرفة فيجد أن شكلها قد تغير تماماً». وفي هذا الإطار،
يقول غرزوزي إنه صمم حمام منزله ليتماشى مع نسخة صُنعت في فرنسا في القرن
الثامن عشر عن تمثال روماني ضخم من الرخام الأبيض. فتم اختيار كل قطعة وكل
لون في الحمام ليتماشى مع هذا التمثال الرائع.
وعن استعمال
التحف الصغيرة يقول غرزوزي: «لو أخذنا فخارة فينيقية على سبيل المثال،
فطريقة عرض هذه القطعة البسيطة تغير حتماً جو القاعة. فيمكنني أن أضعها في
إطار معين يظهر جمالها ويعرضها كقطعة متحفية توضع على الطاولة فتعطي للقاعة
لمحة تاريخية»
في بيتنا آثار
ولكن من أين يأتي هؤلاء المهندسون بالتحف الأثرية؟
يقول غرزوزي
«في بعض الأحيان تكون ضمن مجموعات خاصة بالزبائن توارثوها عن أهلهم. ومرات
أخرى يُطلب منا تأمينها لزبائن، فأشتريها من صالات العرض التي تزودني
بشهادة تثبت أنها أصلية»، مؤكداً أنه لا يتعاطى بالقطع المزورة ولا حتى
بالنسخ العالية الجودة. فبالنسبة إليه، النسخ لا تحمل في طياتها التاريخ
وآثاره، ولا تعطي للشكل الهندسي المختار العمق الزمني المطلوب، كما إنها لا
تحمل أية قصص».
أما بالنسبة
لملحمي«فإن كانت النسخة جيدة كالأصلية ولا تظهر فيها أية شوائب، فقد يصار
الى استعمالها «ولكن ذلك ليس هو الخيار الأول وهو غير محبّذ».
وماذا عن استعمال هذه القطع بشكل «مهين» لتاريخها؟
ففي حديقة أحد القصور مثلاً
استعمل ناووس روماني منحوت بالحجر الكلسي الرمادي اللون كمقعد للزوار بعد
أن كُسر طرفه! والجدير بالذكر أن المهندس الذي «ابتكر» طريقة إعادة
الاستعمال هذه لم يتردد في عرض صور الناووس المشوّه في المجلات المتخصصة،
إضافة الى أنه في فترة معينة، ليست ببعيدة، اجتاحت موضة أطلقها مهندسو
الديكور منازل لبنان وكانت تقضي بأن تُستعمل تيجان أعمدة المعابد الرومانية
قاعدة للطاولات. وهذه التيجان هي حتماً مسروقة من المعابد، وكل واحد منها
تحفة فنية بحد ذاتها، فنحتها يتطلب شهوراً وقد كان العاملون في المعابد من
«فناني» الأمبراطور. وهم نحتوا الصخر لإظهار أهمية وكبر آلهتهم، وليس
الطاولات وقاعات الاستقبال! ويجيب المهندسان أنهما في بعض الأحيان مجبران
بالنزول عند رغبة الزبون... ولكن يؤكدان أنهما يحاولان إقناعه بأشكال أخرى
تعطي للمنزل والغرف العمق التاريخي الذي تخبئه القطعة في طياتها.
ينقل المهندسون المعماريون حبهم وشغفهم بالتحف الأثرية الى
زبائنهم. فهم يشرحون لهم عن طريقة تصنيعها وعن تاريخها وعن أهمية اقتناء
قطعة أثرية، ويشبّه غرزوزي ذلك بقوله «إنه امتلاك للتاريخ. فتصير قطعة
عمرها آلاف السنين بمتناول يديك». وهل يسأل أصحاب البيوت عن مصدر هذه
القطع؟ فكل التحف المعروضة في السوق وفي صالات العرض قد نُهبت من مواقع
أثرية ينتشر البعض منها على الأراضي اللبنانية والبعض الآخر قد دخل السوق
اللبناني «بالتهريب» ومصدره الأم سوريا أو تركيا أو العراق. تلك هي الأسئلة
التي لا يطرحها مهندسو الديكور على أنفسهم، فهم يشترون قطعة «لهم الحق
بامتلاكها، وهذا ما يؤكده التجار» كما يقولون .
ولكن قبل فترة قصيرة ، عُثر في منزل أحد الأثرياء في منطقة
كسروان على رأس الملك سنوطرق، ملك مدينة الحضر الواقعة في العراق، معروضاً
على الحائط.
أبلغ أهل
الاختصاص، الذين تعرفوا على القطعة، أنها من التحف المسروقة من متحف بغداد
في 2003، وبعد تدخل الأنتربول سُلّمت القطعة إلى السلطات اللبنانية.
هذه التحفة كان قد اشتراها مهندس ديكور لعرضها في البيت،
وهو بالطبع أُعجب بجمالها ودقة نحتها.
المهندسون يبحثون عن قطع فريدة ورائعة الجمال لعرضها في
البيوت، ولكن هل يتم إرضاؤهم من خلال سرقة متحف أو نهب موقع أثري مهم؟
سؤال ينتفض بسببه جان كلود ملحمي، مؤكداً «بأنه يرفض أن
يشتري أية قطعة مصدرها بلد في حالة حرب. فهو لا يستغل ضعف الشعوب وحاجاتها
المادية للوصول الى تحف تاريخهم»، في حين أن إيلي غرزوزي يرى أن ولاءه يأتي
أولاً للبنان «فهو يرفض حتى فكرة استعمال قطع فينيقية خارج أراضي الوطن،
أما بالنسبة للقطع السورية والتركية... فهي تملأ الأسواق ومشكلة سرقتها أو
اكتشافها بالصدفة هي من مسؤولية شعوب تلك الدول».
تتعرض كل الدول الفقيرة لموجة سرقة ونهب مبرمج لآثارها أي
تاريخها. فسكان بعض المناطق يدركون بشغف مهندسي الديكور وهواة جمع التحف
بالقطع القديمة، فلا يترددون في تلبية حاجة السوق هذه ولو كان ذلك على حساب
تاريخهم الذي يجهلونه. وهم يعرفون بأنه يجب أن تحفظ القطع كاملة الشكل
ورائعة الجمال وإلا فلن تجد من يشتريها، وبالتالي لا تستأهل العرض في بيوت
الأثرياء. هكذا يبدو.
أوليس عــشق
مهندسي الديكور «للقطع القـديمة»، «ورائحة التاريخ» له ثمن باهظ تدفعه
الحضارات القديمة؟ فكل قطعة معروضة في المنازل يشكل استخراجها تدميراً
كاملاً لسياق تاريخي معين... كما لو أن مجزرة تاريخية حصلت في الموقع الـذي
تستخـرج منه. فهل الفرح بامتلاك التاريخ وملامسته يكفيان لغض النظر عن
الدمار الذي يخلفه؟
بيتنا آثار.ديكورات تزيد من «قيمة البيوت المادية وتعطي للديكور نكهة
تاريخية»
[size=21]
تكثر التحف
الأثرية المتحفية في المنازل، فوجودها يشكل مصدر فخر لأصحابها، وبصمة
تاريخية يضيفها مهندسو الديكور على تصاميمهم.
ويعتبر مقتنوها أن هذه القطعة تتنفس التاريخ وتخبر عنه وهي
محمّلة بالمشاعر.
لكن هل يجوز استعمال تلك القطع في البيوت، وهي قد نهبت من
المواقع الأثرية؟
حين تدخل بيوت عدد كبير من
الأثرياء تطالعك تحف أثرية متحفية معلقة على الجدران أو معروضة في
المكتبات. أجرار موضوعة على قواعد، منحوتات تزين الواجهات، فسيفساءات كبيرة
من بضعة أمتار مربعة معلقة على الحائط فوق مقعد...
تستعمل التحف
لتزيد من «قيمة البيوت المادية ولتعطي للديكور نكهة تاريخية» هكذا يتحدث
مهندسو الديكور عن استخدامهم للقطع الأثرية في تصاميمهم.
ويقول جان كلود ملحمي «كل قطعة أثرية تحمل قصة وتاريخاً
طويلاً. تاريخ مخبّأ في الغبار الذي يغطيها، في الكسور والتآكل التي لا
يولدها إلا الزمن. لذا فعرضها في المنازل يضيف هالة من القدم ويعطي للشكل
الهندسي الذي اخترناه الكثير من المشاعر. فالتحف القديمة محملة بالتاريخ
والقصص وقد صنعها فنان ما في فترة تاريخية قديمة. فالمنحوتات مثلاً صُقلت
حجارتها بشغف».
ويؤكد المهندس إيلي غرزوزي «أن
جمال القطعة في بعض الأحيان يفرض الشكل الهندسي المتبع. فبدل أن تكون هي
الإضافة على الديكور تصبح هي أداة الوحي، ويُحاك الديكور حولها. فيندهش
الزائر حينما يدخل الغرفة فيجد أن شكلها قد تغير تماماً». وفي هذا الإطار،
يقول غرزوزي إنه صمم حمام منزله ليتماشى مع نسخة صُنعت في فرنسا في القرن
الثامن عشر عن تمثال روماني ضخم من الرخام الأبيض. فتم اختيار كل قطعة وكل
لون في الحمام ليتماشى مع هذا التمثال الرائع.
وعن استعمال
التحف الصغيرة يقول غرزوزي: «لو أخذنا فخارة فينيقية على سبيل المثال،
فطريقة عرض هذه القطعة البسيطة تغير حتماً جو القاعة. فيمكنني أن أضعها في
إطار معين يظهر جمالها ويعرضها كقطعة متحفية توضع على الطاولة فتعطي للقاعة
لمحة تاريخية»
في بيتنا آثار
ولكن من أين يأتي هؤلاء المهندسون بالتحف الأثرية؟
يقول غرزوزي
«في بعض الأحيان تكون ضمن مجموعات خاصة بالزبائن توارثوها عن أهلهم. ومرات
أخرى يُطلب منا تأمينها لزبائن، فأشتريها من صالات العرض التي تزودني
بشهادة تثبت أنها أصلية»، مؤكداً أنه لا يتعاطى بالقطع المزورة ولا حتى
بالنسخ العالية الجودة. فبالنسبة إليه، النسخ لا تحمل في طياتها التاريخ
وآثاره، ولا تعطي للشكل الهندسي المختار العمق الزمني المطلوب، كما إنها لا
تحمل أية قصص».
أما بالنسبة
لملحمي«فإن كانت النسخة جيدة كالأصلية ولا تظهر فيها أية شوائب، فقد يصار
الى استعمالها «ولكن ذلك ليس هو الخيار الأول وهو غير محبّذ».
وماذا عن استعمال هذه القطع بشكل «مهين» لتاريخها؟
ففي حديقة أحد القصور مثلاً
استعمل ناووس روماني منحوت بالحجر الكلسي الرمادي اللون كمقعد للزوار بعد
أن كُسر طرفه! والجدير بالذكر أن المهندس الذي «ابتكر» طريقة إعادة
الاستعمال هذه لم يتردد في عرض صور الناووس المشوّه في المجلات المتخصصة،
إضافة الى أنه في فترة معينة، ليست ببعيدة، اجتاحت موضة أطلقها مهندسو
الديكور منازل لبنان وكانت تقضي بأن تُستعمل تيجان أعمدة المعابد الرومانية
قاعدة للطاولات. وهذه التيجان هي حتماً مسروقة من المعابد، وكل واحد منها
تحفة فنية بحد ذاتها، فنحتها يتطلب شهوراً وقد كان العاملون في المعابد من
«فناني» الأمبراطور. وهم نحتوا الصخر لإظهار أهمية وكبر آلهتهم، وليس
الطاولات وقاعات الاستقبال! ويجيب المهندسان أنهما في بعض الأحيان مجبران
بالنزول عند رغبة الزبون... ولكن يؤكدان أنهما يحاولان إقناعه بأشكال أخرى
تعطي للمنزل والغرف العمق التاريخي الذي تخبئه القطعة في طياتها.
ينقل المهندسون المعماريون حبهم وشغفهم بالتحف الأثرية الى
زبائنهم. فهم يشرحون لهم عن طريقة تصنيعها وعن تاريخها وعن أهمية اقتناء
قطعة أثرية، ويشبّه غرزوزي ذلك بقوله «إنه امتلاك للتاريخ. فتصير قطعة
عمرها آلاف السنين بمتناول يديك». وهل يسأل أصحاب البيوت عن مصدر هذه
القطع؟ فكل التحف المعروضة في السوق وفي صالات العرض قد نُهبت من مواقع
أثرية ينتشر البعض منها على الأراضي اللبنانية والبعض الآخر قد دخل السوق
اللبناني «بالتهريب» ومصدره الأم سوريا أو تركيا أو العراق. تلك هي الأسئلة
التي لا يطرحها مهندسو الديكور على أنفسهم، فهم يشترون قطعة «لهم الحق
بامتلاكها، وهذا ما يؤكده التجار» كما يقولون .
ولكن قبل فترة قصيرة ، عُثر في منزل أحد الأثرياء في منطقة
كسروان على رأس الملك سنوطرق، ملك مدينة الحضر الواقعة في العراق، معروضاً
على الحائط.
أبلغ أهل
الاختصاص، الذين تعرفوا على القطعة، أنها من التحف المسروقة من متحف بغداد
في 2003، وبعد تدخل الأنتربول سُلّمت القطعة إلى السلطات اللبنانية.
هذه التحفة كان قد اشتراها مهندس ديكور لعرضها في البيت،
وهو بالطبع أُعجب بجمالها ودقة نحتها.
المهندسون يبحثون عن قطع فريدة ورائعة الجمال لعرضها في
البيوت، ولكن هل يتم إرضاؤهم من خلال سرقة متحف أو نهب موقع أثري مهم؟
سؤال ينتفض بسببه جان كلود ملحمي، مؤكداً «بأنه يرفض أن
يشتري أية قطعة مصدرها بلد في حالة حرب. فهو لا يستغل ضعف الشعوب وحاجاتها
المادية للوصول الى تحف تاريخهم»، في حين أن إيلي غرزوزي يرى أن ولاءه يأتي
أولاً للبنان «فهو يرفض حتى فكرة استعمال قطع فينيقية خارج أراضي الوطن،
أما بالنسبة للقطع السورية والتركية... فهي تملأ الأسواق ومشكلة سرقتها أو
اكتشافها بالصدفة هي من مسؤولية شعوب تلك الدول».
تتعرض كل الدول الفقيرة لموجة سرقة ونهب مبرمج لآثارها أي
تاريخها. فسكان بعض المناطق يدركون بشغف مهندسي الديكور وهواة جمع التحف
بالقطع القديمة، فلا يترددون في تلبية حاجة السوق هذه ولو كان ذلك على حساب
تاريخهم الذي يجهلونه. وهم يعرفون بأنه يجب أن تحفظ القطع كاملة الشكل
ورائعة الجمال وإلا فلن تجد من يشتريها، وبالتالي لا تستأهل العرض في بيوت
الأثرياء. هكذا يبدو.
أوليس عــشق
مهندسي الديكور «للقطع القـديمة»، «ورائحة التاريخ» له ثمن باهظ تدفعه
الحضارات القديمة؟ فكل قطعة معروضة في المنازل يشكل استخراجها تدميراً
كاملاً لسياق تاريخي معين... كما لو أن مجزرة تاريخية حصلت في الموقع الـذي
تستخـرج منه. فهل الفرح بامتلاك التاريخ وملامسته يكفيان لغض النظر عن
الدمار الذي يخلفه؟
[/size]
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى