حياة الشاب بلال
صفحة 1 من اصل 1
حياة الشاب بلال
مقتطف منحياةالشاببلاللم أكن
أعرف غير موسيقى وأغاني فرق لمشاهب،جيل
جيلالة وناس الغيواناعتليت
منذ سنوات منصة البوح بالحكمةالشعبية،
تماما مثلما كان يفعله المرحوم دحمان الحراشي· وهو ما أهلك حسباعتقادي لأن تكون دحمان الأغنية الرايوية، ماذا تقول؟ربما،
ربما، يمكنأن أظهر على نمطه لكن دحمان
الحراشي كان يملك كلمات مرتبة، صادقة، هادفة،وكانت في
متناول فهم الجميع، أما أنا فقد أخذت عنه الحكمة في القول، لكنبطريقة القول الراهنة· فاستعمال بعض ألفاظ الشباب ساعدني للتقرب
منهم· لذلكأقول نعم أنا دحمان الحراشي
على طريقة .2006 لكن يبقى الفرق بينبلالودحمان هو أن المرحوم يبقى هرما كبيرا ولهوزن··· لا أقول هذا من باب التواضع، بل إيمانا بعبقريته، إذ برز
وفرض نفسه فيوقت لم يكن فيه الإعلام قويا،
كما أنه ظهر في وقت لم يكن فيه لا السند السمعيالبصري
على غرار الكليب ولا القرص المضغوط، وهو ما يفسر عبقريته وخلودأغانيه، عكسي أنا·
ماذا
تقصد؟لو ذهبت
وسألت أحدا عن أغانيّ التييعرفها العام مثل ''أولاد
حرمة'' لقال لك دون تردد إنها قديمة وتآكلت، عكس ''يا الرايح'' التي مازالت تشكل
الإلهام لدى المبدعين الجدد، وتلقى إنصاتالجمهور·
رغم
تواضعك في هذا التحليل، تبقى المغني الوحيد الذي يؤديالراي،
ولا يهمل النص، فكيف هي لعبة الكتابة لديك، اعتمادا على الذكاء الخالصأو التلقائية والمعايشة هي التي صنعت منك هذا الفوال البارز؟في كثير
منالمرات يكون النص مستلهما من الواقع
ومعايشة الأحداث، فإما بالتأثر أوالانفعال
تأتي الفكرة وتتبلور مع الوقت في دواخلي· أعطيك مثلا ما دمنا توقفناعند أغنية ''أولاد حرمة''، فقد كنت في باريس لإحياء حفل هناك،
وتصادف دخوليبوجود حشد من الجمهور الذين
اعترضوا طريقي حتى أقوم بإمضاء بعض التوقيعات،ولما قام
الحرس بدفع أحدهم رد عليه مباشرة وهو يقول ما بك سيدي ''أحنا ولادحرمة''، فأجبته: ''رانا فع أولاد حرمة· وهو ما فجر في موضوع
الأغنية وبنفسالعبارات التي تلفظ بها،
وساعتها سارعت لكتابة الأغنية ووضعها على لحن كانجاهزا
لدي·
ومن بين
ما يتميز بهبلالأيضاعن غيره توظيف المصطلحات
الشبابية، وموروث الشارع إن جاز التعبير، إلى درجةأن
الشباب صاروا يعانقون بعض الألفاظ ويتداولونها بمجرد أن تصدر في إحدىشرائطك، ما تعليقك؟نعم، هذه
حقيقة·· أنا لست نزار قباني، وأقول أننيأستعمل
الألفاظ التي أرى فيها سهولة في التقبل، والق، والعملية في نهايةالمطاف هي أخذ ورد بيني وبين الشباب، فـ''شريكي'' مثلا كانت
موجودة منذ عقود،ولكنني أعدتها إلى الاستعمال
بعد أن وظفتها بلحن مميز· وهو ما ساعدني كثيرا،كما أنني
أغرف كلماتي من المقاهي، والشوارع الشعبية والشباب المطحون، وهذاأمر مهم وأساسي بالنسبة إلي·
التفت
خلال السنوات الأخيرة إلى التغريف منالحقل
الفناوي باستعمالك لآلات القارقابو، والفمبري وحتى بعض المقاطع، فهل هيرؤية منك بضرورة ركوب موجة ''موضة الفناوي''، أم هي طريقة لتحاشي
الرتابةالتي بدأت تسقط فيها أغنية
الراي خلال السنوات الأخيرة ؟موسيقى
الفناويهي منبعي الأول، ومصدر
إلهامي، فعندما بدأت لم أكن أعرف غير موسيقى وأغانيفرق
لمشاهب، جيل جيلالة وناس الغيوان التي كنت أؤديها في الفرقة المغربيةالتي كنت أنتمي إليها في بداياتي· أقول هذا قبل أن أضيف بأن ضعفي
الكبير فيالغناء يعود إلى أن جميع
الذين يؤدون الراي هم أحسن مني بكثير، ولا أقول هذاالكلام
حتى أظهر بأني متواضع، كلا فهناك أيضا العديد من مطربي الراي غيرمعروفين لكنهم يغنون ويؤدون أحسن مني، وتجدني أقول يا ليتني كنت
أتمتعبقدراتهم الصوتية، لذلك حاولت
وأحاول أن أعوض ضعفي هذا بالاعتماد على النص· وهو ما يفسر في نهاية المطاف
توظيفي للفناوي·
هل ننتظر
منك إذن أن ترفعمن وتيرة توظيفك للفناوي
أكثـر فأكثـر في المستقبل؟لا··، لا
يمكنني أنأذهب أكثر مما فعلت، أنا أفكر
في أمور أخرى ربما، إذ لا يمكنني أن أخسر ماجنيته،
باعتبار أنني وصلت لحجز مكانة لي ببصمتي الخاصة، فإذا ذهبت وسألتأحدهم عما يعجبك في خالد، فإنه سيقول لك صوته القوي والجميل جدا· أما
إذاطرحت عليه نفس السؤال فيما
يخصني فإنني متأكد بأنه سيجيبك قائلا، كلامه فيهالكثير
من الحكمة، هي ميزتي·
ألا ترى
معي بأنك موضوعي، وهي صفة يفتقدهاالكثير
من مغنينا، خصوصا إذا كان هؤلاء من مؤديي الراي ؟لا يجب
أن نكونأول من يكذب على أنفسنا، وأن
نصاب بالغرور· فقد حصل لي أن جالست بعض المغنينالذين
يبدأون في تزويدي بنصائح النجاح، مع العلم أني مدرك بأني أحقق مبيعاتفي السوق أكثر منهم وبكثير، ويطلق عنانه في النصح لي· وهو يقول
سابحا فيالخيال: ''إذا أردت أن تنجح
مثلي، عليك بالتغريف من الشرقي، ويجب أن تفعل هذهوتلك''· وهؤلاء
يعرفون أنفسهم، كما أنهم وعندما يمسكون الميكروفون يذهبون فيترديد الخانات الصوتية إلى درجة الملل· فهذا العملاق محمد عبد
الوهاب عندماسئل عن رأيه في توظيف الفنان
للخانات الصوتية قال لهم بأنه جميل أن تكون علىوجه
المرأة الجميلة خانة واحدة، أما إذا تكررت فسينقلب الأمر عليها، وسيسقطجمالها لا محالة·
الريتم
الإنتاجي لبلال لا يساير السرعة التي يتميز بهامغنو
الراي· وبمقابل ذلك فهو يضمن النجاح لكل ألبوماته، فما السر في ذلك؟أولا
فيما تعلق بالنجاح، فالأمر يأتي بالصدفة عادة· أما فيما يتعلقبريتمي الإنتاجي، فأنا أعتمد على الحضور كل ثلاثة أو خمسة أشهر،
حتى أحافظعلى اشتياق جمهوري، لكنني
مدرك بأنه لا يجب أن أختفي كثيرا، فلو تمددت المدةإلى سنة
مثلا لحدث النفور وبلغني النسيان· وهذا الأمر يتجاوزبلالوغيره، لأنهم عوّدوا هذا الجمهور على هذاالريتم·
مرت عليك
عدة سنوات منذ أن استقررت في فرنسا، وهي مدة كافيةلإمضاء
عقد محترم مع دار إنتاج عالمية، ما الذي منعك من تحقيق هذه الفرصة ؟حقيقة··،
فسؤالك في محله، لكن دعني أقل لك بأني أتميز بعقلية الجزائريالذي يمتلك من الآنفة ما يجعله يتعالى عن فكرة إمضاء عقد عالمي
بمقابل تخليهعن الكثير من مبادئه· وقد
أمضيت مع دار ''يونيفارسال'' عقدا وأنتجت معهاألبوما،
لكنني فسخت العقد بعدما أدركت بأنهم يحاولون إهانتناكيف ذلك،
لمأفهم ؟عندما
يذكرون خالد بالسوء أمامي، ويذهبون في تعليقاتهم عليه إلىالدناءة، وهم يصفون هندامه وطريقة جلوسه وحديثه، فإنهم لم يتركوا
لي مجالاللتعامل معهم برغم أنهم كانوا
يفعلون ذلك من باب مدحي، كما أنهم يبالغون فيشروطهم
كثيرا إلى درجة أنك تفقد كل خصائص حياتك الخصوصية·
مثل
ماذا؟مثل
التفرغ لهم كلية، والبقاء قريبا من هاتفك النقال حتى تجيبهم في كللحظة أرادوك فيها· وقد كانت حادثة الهاتف هذه هي النقطة التي
أفاضت الكأسوعجلت بالطلاق بيننا· إذ
جاءني مرة المدير الفني للدار متذمرا من موقفيالرافض
لرفع سماعتي· وقال لي: اسمعبلالإما أنتضع في متناولنا رقما آخر
خاصا بنا، أو تجيبنا بمجرد أن نتصل بك، وإما أننبحث عن
حل ثالث، فأجبته قائلا: أنا وجدت الحل الذي تتحدث عنه، فقال لي وماهو؟ قلت له لنفسخ
العقد· وهو ما حدث· وأنا أدري في نهاية المطاف بأن باب النجاحهذا هو من صنع القدر وفقط· أما هذه الدور فهي مجرد محطات عابرة·
لكنتصرفك هذا لا يمت للاحترافية بشيء ؟نعم أنا
أدري ذلك، لكني مقتنع بطريقةتفكيري، هم ألفوا الاناح
ويريدون أن يوهمونا بأنهم صناع نجوم· وعليناالانصياع
لكل أوامرهم·· فتخيل مثلا أننا اتفقنا على وضع كلماتي مكتوبة علىغلاف الألبوم، فراحوا يقومون بترجمات مخيبة· وهو ما رفضته· كما
أنهم رفضوافكرة توظيفي للقارقابو في
إحدى الأغاني التي أردتها أن تأخذ حلة فناوية· وبمقابل ذلك أرادوني أن أمزج
شيئا من الجاز والفانك، وأنا رفضت، وهو اختيارفني مني··
تخيل مثلا، أن أغنية ''عيشة'' لخالد يصنفونها في درج الراي، حتىأنهم يذهبون في بعض الأحيان إلى تصنيف أغاني عبد الحليم في هذا
النوع· وهوليس جهل منهم بقدر ما هو
استهزاء واستخفاف بنا· يريدون أن نكون في خانة مهملةوينكرون
تاريخنا، وساعدهم في ذلك مسؤولونا الذين لم يفعلوا شيئا، وأقولهابصريح العبارة، هم يرفضون كل من يقوم بتقديم نقد للنظام الفرنسي،
ويكرهوناللسان الصريح· وقد ألفوا
المسايرة منا، فقد مرّ قبلي اثنان فقط·
هلمازالبلاليقوم بتسجيل أغانيه في فرنسا، ويبعثبها إلى
الجزائر حتى تركب عليها الموسيقى؟نعم، هي
طريقة عملي·
وهلترى بأن ذلك من الاحترافية ؟نعم أنا
أعي ما أقوم به، لكن يجب أن تعلمبأن
البيئة التي نعيشها في الجزائر تحتم علينا ذلك؛ فبلال لا يفقه فعل شيءآخر غير الغناء· كما يجب أن أعترف بأن ما نقوم به هو في الغالب
يميل إلىالتجارة أكثر من الفن· ولا
تنس بأن حتى الجمهور يحتم عليك الدخول في هذهاللعبة· فخذ
مثلا بعض الأسماء على غرار أحمد وهبي؛ فالكل سيقول لك بأنه منالمشايخ الكبار، وأنا أحد هؤلاء· لكنك لو أردت التحقّق من شعبيته
ومن انتشارهوذهبت للتو إلى السيارات
وطلبت منهم فتح علبتها لما عثرت على شريط واحدللمرحوم
بداخلها· فصناعة النجم لا تتوقف عند القول بأن هذا كبير وفنانوكفى··· لا يجب أن أن يساير ذلك حضور مكثف وقوي لإنتاجه· وهو ما
نفتقده فيبلادنا، للأسف الشديد
مواضيع مماثلة
» من نوادر الشاب بلال
» كل البومات الشاب بلال
» الشاب بلال موفوق
» رساله الي الشاب بلال
» مجوعة من ألبومات الشاب بلال
» كل البومات الشاب بلال
» الشاب بلال موفوق
» رساله الي الشاب بلال
» مجوعة من ألبومات الشاب بلال
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى